قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
فهو كتابُ الله الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِهِ، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، وهو الهُدى والنورُ والفرقانُ والضياءُ والرحمةُ، وهو الصراطُ المستقيمُ، تكفَّلَ اللهُ -سبحانه وتعالى- بحفظِهِ، فلا يتطرقُ إليه عبثٌ ولا تحريفٌ ولا تبديلٌ ولا تغييرٌ، بل يبقى كما أنزله اللهُ -سبحانه وتعالى- لهداية الخلقِ، قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر:٩]
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٣٠)
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
وقد جاء الترغيبُ بتلاوته، والإكثارِ من ذلك، وبتدبره والعمل به { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص:٢٩]
فليسَ الغرضُ من قراءته مجردَ المرورِ على الآياتِ وختمِ القرآنِ عشر مراتٍ أو عشرين مرة، ليس هذا هو المقصودَ، المقصودُ هو الانتفاع بالقرآن، والعملُ بالقرآن، ولكن التلاوة وسيلةٌ إلى العمل، والتلاوةُ عملٌ صالحٌ، لكن لا يقتصر على التلاوة، بل لابد من العمل، ولابد من التدبر، ولابد من التفكر في معانيه، حتى ينتفع العبدُ بكلام الله -عز وجل-
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٣٢)
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
الذي يقرأُ القرآنَ ولا يعملُ به يكونُ حجةً عليه يوم القيامة، ولهذا يقول -صلَّى الله عليه وسلم- : « والقرآنُ حجةٌ لك أو حجةٌ عليك »
حجةٌ لك إذا عملتَ به، وحجةٌ عليك إذا لم تعمل به، فإن القرآن يكونُ خصمًا يوم القيامة لأصحابه الذين حملُوه وخالفوه ولم يعملوا به، ومن تبعه القرآنُ فإنه يزفّه إلى النار، ومن تَبِعَ القرآنَ فإن القرآنَ يقودُهُ إلى الجنة .
مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٣٣)