قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
ففوائدُ الصيامِ عظيمةٌ وكثيرةٌ، وهي فوائدُ ظاهرةٌ يعرِفُها الناسُ، فيظهرُ على الصائمِ من الخوفِ والخشيةِ والانكسارِ والقربِ من الخيرِ مالا يظهرُ على غيرهِ من المفطرين .
ولكن ينبغي أن يُعلمَ أن الصيام لا يأتي بهذه الفوائد، وهذه الصفات الحميدة، إلا إذا صانَهُ صاحبهُ عما يخلُّ به، فإنه بمنزلة اللباس إذا صانهُ صاحبهُ وحافظ عليه، سترهُ ووقاهُ من الحرِّ والبردِ، وأصبح لباسًا ضافياَ على جسمه، وجمَّلَ صورتهُ وهيئته، وإذا لم يحافظ عليه تعرَّض للخروق والشقوق، وتعرَّض للأوساخ، فأصبح لباسًا غير مفيد، وأصبح لباسًا مخرقًا مشققًا متوسخًا، لا يُجَمِّلُ صاحبه، ولا يَقِيه مِنْ حرٍّ ولا من بردٍ، ولا يسترُ عورته، كذلك الصيامُ إذا لم يَصُنهُ صاحبهُ عما يخرقُهُ ويُدنسه، فإنه لا يفيدُ صاحبه إلا التعب والجوع والعطش، ولهذا يقول -صلَّى الله عليه وسلم- : « رُبَّ صائِمٍ حظُّهُ مِنْ صيامِهِ الجوعُ والعطشُ، ورُبَّ قائِمٍ حظُّهُ مِنْ قيامِهِ السهرُ »
✉️ مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (١٦)
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
فالواجبُ على الصائمِ أن يتذكرَ هذه الأمور، وأن يحافظَ على صيامه، فإن صامَ بطنُهُ عن الطعام والشراب، وفرجُهُ عن الجماع، فليصُمْ لسانُهُ أيضًا عن الكلامِ المحرم، ليصُمْ نظرُهُ عن النظرِ المحرَّمِ، وليصُمْ سمعُهُ عن سماعِ المحرَّمِ، فيصومُ بكلِّ جوارِحِه وأعضائِهِ عن كُلِّ ما حرَّمَ الله -سبحانه وتعالى- .
✉️ مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (١٨)
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- :
واللسانُ -في الحقيقة- له أخطارٌ كثيرةٌ على الإنسان في حالةِ الصيامِ وفي غيرِ حالةِ الصيام، قال -صلَّى الله عليه وسلم- : « وَهَلْ يكبُّ الناسَ في النارِ على وُجُهِهِمْ -أو قال : على مَنَاخِرهِم- إلاّ حصائدُ ألسنَتِهِم »
الكلامُ سهلٌ، فالإنسانُ يتكلمُ ويتلذذُ بالكلامِ، ولكنَّ العاقبةَ وخيمةٌ، والعقوبةَ أليمةٌ، والعياذُ بالله .