قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
{ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }[البقرة:٤]
هؤلاء لهم أجران : أجرُ الإيمانِ بالنبيِّ السابق، وأجرُ الإيمانِ بالنبيِّ اللاحق؛ لأن هؤلاءِ ليسَ لهم هدفٌ ولا هوىً إلا إرضاءَ الله -سبحانه وتعالى-، ليس عندهم أهواءٌ ونزعاتٌ ونزواتٌ، مثل اليهودِ المنحرفين والنصارى الضالين، لا يتبعون إلا أهوائهم، وإنما هؤلاء المؤمنون قصدُهمُ الحق، أينما وجدوه أخذوه، فلما بُعِثَ محمدٌ -صلَّى الله عليه وسلم- اتبعوه وآمنوا به .
✉️ مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٩٠)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
فالمؤمنُ لابد أن يأمرَ بالمعروف وينهى عن المنكر بحسب استطاعته ولو بقلبه، فإذا كان يستوي عنده الخيرُ والشر، ويستوي عنده المؤمنون والكافرون، ويستوي عنده الأشرار والأخيار، ويقول : الناسُ أحرار، أنا ما علي إلا من نفسي، هذا ليس بمؤمن، ولا يغارُ لله -عز وجل-، ولا يريدُ الخيرَ للناس، هذا ليس بمؤمن، أو ليسَ وراءَ ذلك من الإيمانِ حبةُ خردل .
✉️ مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٩١)
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
فالمسارعةُ إلى الخيرات من صفات أهلِ الإيمان : أن الإنسانَ دائمًا ينشطُ في الخير، ودائمًا يكونُ هو الأولُ في كلِّ خير، إن كان في صلاة، إن كان في صيام، إن كان في جهادٍ في سبيل الله، إن كان في صدقات، إن كان في أي عملِ خير، تجدُهُ يبادر، ولا يتأخرُ ولا يتباطأُ ولا يتكاسل؛ لأن التكاسلَ عن الخير من علامات المنافقين { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى }،{ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ }، وفي الآية الأخرى :
{ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ }، يعني : يقبِضُونَها عنِ الصدقات، لا يتصدقون، هذه صفاتُ المنافقين .
✉️ مجالس شهر رمضان المبارك، صفحة (٩٢)