يسعدنا استقبال آرائكم وملاحظاتكم وذلك للنهوض بالمدونة من أجل المساهمة في نشر الدعوة النقية عبر الوسائل الحديثة

بسم الله الرحمن الرحيم


دعمًا للدعوة السلفية الحقة، وتسهيلاً لطلب العلم من خلال استغلال التقنيات الحديثة وتسخيرها للدعوة إلى الله، تمّ إنشاء هذه المدونة.


نسأل الله العلي القدير أن تحصل الفائدة المرجوة منها، وأن يجد فيها الداعي إلى الله العونَ في مسيرته الدَّعَوية وأن تكون صرحًا صادحًا بالحقّ قامِعًا للبِدع والمُنكَرات إنه ولي ذلك والقادر عليه.




السبت، 8 يونيو 2013
10:31 م

نصيحة قيمة من الشيخ ماهر القحطاني حفظه الله لكتبة الانترنت



هل يجوز ترك عمل فاضل مثل نشر العلم للتركيز في طلب العلم؟

إي والله هذا اللي محتاجين له كَتَبَة الإنترنت.
يحزنُ القلبُ والله لِما نرى في الإنترنت من إعجابِ كلِّ إنسانٍ بعلمِهِ _ إلا ما رحم الله.
يكثرون من الكتابة ولا علم . 
همّه فقط قصٌّ ولصق ، وفلان أبو فلان. ما تجده ربّما قرأ الشيء الذي صنع منه القصّ واللصق ؛ لو سألتَه فيه يقول ”والله ما أدري“ . طيّب ليش نقلته للنّاس!؟ هذا نخاف عليك من الرياء فيه ، أنّه يكون لك إسم فقط [أبو فلان]، و... 
لا بدّ أن تتفقّه أنت في الشيء الذي تنقله أولًا وتُحكِمه، ويكون لك منهج في طلب العلم عشر ساعات في اليوم …
أمّا فقط أمام الشّاشة قصّ ولصق وتقليب مواضيع … وين المنهج!؟ 
هل قرأت كتاب السُّنة كاملًا للبغوي؟ شرح السنّة للبغوي ، زاد المعاد من أوله إلى آخره ؛ منهج في الطلب،كتاب التوحيد، شروحاته …
صار بعضهم : ساعات أمام الشبكة ، ينتقل من موقع لموقع ، يُسَمّى إن صحّ التعبير [[علم التناتيش]] ؛ ينتش من هنا معلومة ، ومن هنا معلومة ... ما عنده منهج يسير عليه. 
ثمّ بعد ذلك ما يراه إلا عالِم _ ربّما . يبدأ يجرّح : ”فلان مبتدعٌ ضال“ ، ”حزبيٌّ “ …
يا أخي كيف هذا!؟ لست أفهم كيف!؟
والله ، كلّمتهم من فرنسا، يعني للأسف في أوروبا إنتشر بينهم هذا ؛ الشيطان ضحك عليهم في أنّ السلفيّة لا بدّ من جرح : [1] ، ”أنت سلفي لازم تجرح“. 
كأنّه هذا . تجد صغار ما يعرفون أحكام الطهارة ويشتغلون في المجلس في التبديع والحكم بالحزبيّة والحكم... وما درسوا ! 
أحدهم والله أجزم لو سألته إذا نويت الوضوء تنوي نيّة مُجمَلة أو نيّة لكلّ عضو ؟ عضو اليد، عضو الوجه … أو نيّة مُجمَلة عند الدخول في الوضوء حتّى لو سرَّحت يُجزئك ؛ يقول والله ما أدري. 
يا أخي ما تدري أوّل مسائل الطهارة ، تُبدّع ! كيف هذا !؟
مسألة التبديع مسألة إجتهادية يقدر عليها العلماء . أتركها للعلماء وانصرف . 
الشيطان يريد أن يشغلكم بهذه المسألة عن تعلّم العلم النّافع.
النبيّ _صلّى الله عليه وسلّم _ قال ‹‹ إحْرِصْ عَلَىْ مَاْ يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله ››[2] أو كما قال. 
هذا ينفعك الآن!؟ ما تعرف أحكام الطهارة وتتكلم في التبديع ! والله يضرّك هذا ، يضرّك ولا ينفعك. 
إنتبه من الشيطان ، له واديان : الغلوّ والتقصير . رآك مقبلًا على منهج السلف ، يجعلك تغلو فيه ، جرح من لا يستحقّ الجرح ، من كثرة الكتابة بغير علم ، من... المهم يصرفك عن العلم. 
إنتبه منه. إجعل لك وقت تطلب فيه العلم ، ثمّ إذا تأهّلت إبدأ اكتب . 
الآن بعضهم ما تأهّل ويبدأ يكتب ويعلّق ، عانَيْنَا منهم . قرّرنا في بعض الأحيان أن نكتب في بعض المواقع ؛ بعدما يُتعب الإنسان نفسه ويذكر قول لعلّه يراه مفيد يأتي إنسان ما يُعرَف والله من هو ، فقط كُنية ، كنية ما تعرف وجهه : ”العقرب الأسود“ ، ”البقباق“ … 
ليش هذا !؟ أظهر إسمك يا أخي ! 
ثمّ يعلّق تعليقًا سخيفًا ، يهدر بجهد علمي ، كلمة واحدة : ”فيك نفَس فلان أنت“، ”فيك كذا“ . 
ما هو علم ولا شيء . كذا . كأنّها حلبة مصارعة أو مباراة رياضية ، أي نعم . 
فلا يكتب في الإنترنت إلا ذوو العلم ؛ الآخرون نقَلة فقط كما هو منهجنا في المجلّة ، ممنوع عندنا في مجلّة معرفة السنن والآثار أن يأتي واحد يتشبّع بما لم يُعطى ؛ أوّل ما يفعل ذلك ترانا مباشرة نعزّره بالكلام : إذا بدأ يكتب ” والتحقيق في هذا القول كذا وكذا...“ ونحن نعرفه أنّه ليس من أهل التحقيق ، نقول هذا يضرّك يا فلان . ليش ؟ لأنّ النّاس يبدأون يستفتونك ، وأنت هذا ليس كلامك وهكذا … 
فمجلّتنا مثلًا تصلح بفضل الله أن تكون نموذجًا بأنّه لا يكتب إلا من ينقل عن العلماء ، حتّى إذا تأهّل وكان له مَلَكة وقوّة في الترجيح رجّح وبيّن بعد ثناء العلماء الكبار عليه ووصفه بأنّه من ذوي العلم والمعرفة أو له بحوثٌ استفاد منها العلماء واطمأنّوا لعلمه ، في تلك السّاعة يُبيّن أحكام الله من تلقاء نفسه ، أمّا ما دون ذلك فهو ناقلٌ عن ابن تيمية ، ناقلٌ عن كذا … ما يصلح يعلّق على ذوي العلم فيقعد يتقمّص شخصيّة العلماء ويعلّق كما نرى في بعض المنتديات الكبيرة _ وإن كانت تنتسب إلى منهج السّلف _ لكن فتحوا الباب على الغارب ، كلٌّ يكتب، تجد ينتقدون ناس من أهل العلم وهم ما تُعرف أسماؤهم في العلم ولا أحد زكّاهم من العلماء ، فتجده يهجم على ذوي العلم الذين أثنى عليهم العلماء وقد يهجم بكتابة مقال عليهم ، مقال ما يعرف ما هو لأنّه مغرور بنفسه ؛ غروره أنّه ما دام أُهّل للكتابة في ذاك معناها أنّه من أهل العلم . لا يا أخي! أصلًا المشرف ما يكون عالم أحيانًا ، فقط واسطة فلان وفلان دخّله ، ويبدأ يكتب …
هذا ليس معناه أنّك تكتب كما تشاء ، لا بدّ أن تكتب بعلم ، ولا تُكثر من ذلك حتّى لا تنصرف عن العلم ، قلّل يا أخي من الجلوس أمام الشبكة واطلب العلم عند الشيوخ وتواضع لله . 
والبعض صار لمّا يكتب حصل له غرور نفسي ، تسأله كم درس تحضر في اليوم في الشّبكة العالميّة ؟ يكاد لا درس إلا ربّما درسًا واحدًا. لم؟ إعتدّ بنفسه ، ”ما دام صرت أكتب فأنا العالِم ما أحتاج أن أجلس“ هذا أمر نفسيّ أشار له عمر ابن الخطّاب :تميم الدّاري _ أو غيره _كان يقول له ((دعني أجلس للنّاس أقصّ أعلّم)) ، قال ((لا تفعل)) ، ويراوده … قال ((لا تفعل)) … ثمّ صدمه بالحقيقة : قال ((أخشى أن تحدّثهم وتحدّثهم حتّى ترى نفسك منهم بمنزلة الثريّا من الثرى فيطأونك يوم القيامة بأقدامهم)) .
الحقيقة هذا أمر نفسي : إذا اعتاد الإنسان أن يعلّم يعلّم يعلّم ولا يتعلّم فإنّه يرى نفسه بمنزلة بحيث أنّه لا يطلب العلم . 
هذا كلامنا فيمن ؟ في من لم يطلب العلم كمثل هؤلاء الآن ، فقط اشتغل بالكتابة حتّى رأى نفسه بمنزلة بحيث أنّه لا يسمع علمًا ، فتجده لا يحضر دروس ولا شيء ، يقول ”أنا بدأت أكتب“ .
وماذا يعني أن تكتب ؟ هل صرت ممن يُستمع إلى قوله؟ من أثنى عليك من كبار العلماء حتّى نطمئنّ لعلمك؟ 


نكتفي بهذا القدر . أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا وتعلّمنا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. 
ــــــــــــــــــــــــ
[1] غير واضح
[2]‹‹ إحْرِصْ عَلَىْ مَاْ يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجَزْ››
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: الرد على البكري- الصفحة أو الرقم: 397
خلاصة حكم المحدث: صحيح